أنهكت الحرب والحصار التي تشنها وفرضتها دول تحالف الحرب بقيادة امريكا والسعودية على اليمنيين وحولت البلد إلى موطن لأكبر أزمة إنسانية في العالم. وأصبح الحصول على المياه والغذاء والخدمات الأساسية أشد صعوبة بالنسبة لمعظم اليمنيين في الوقت الذي شهد فيه تمويل العمليات الإنسانية انخفاضاً حاداً من قبل المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة.
تقول أم يحيى، وهي أم لأربعة أطفال تعيش معهم في قرية قريبة من صنعاء، أثناء وجودها عند نقطة مياه يتجمع فيها الناس في انتظار وصول شاحنات توزيع المياه: “لا توجد هنا مياه نظيفة أو أي مشاريع فعالة لتوفير المياه. وللحصول على مياه الشرب، يتعين علينا الانتظار لساعات في الخارج حتى تصل شاحنات المياه”. وكثيراً ما تنتظر أم يحيي عدة ساعات لملء صفيحتين من الماء الذي لا يكاد يغطي احتياجات عائلتها اليومية
وتقول يضطر أطفالنا إلى السير لمسافات طويلة يومياً للحصول على المياه دون وسائل نقل مناسبة، مما يجبر الكثيرين منهم على التوقف عن الدراسة. وهم أيضاً عرضة للحوادث ولهذا السبب يعاني العديد من أطفال المنطقة من إعاقات دائمة “تعتمد عائلتي على الصدقات لسد رمقها. سلال الأغذية هي سبيلنا الوحيد لتلبية احتياجاتنا الغذائية الأساسية. ولكن معظم المنظمات أوقفت تقديم الدعم الغذائي، ولذلك فنحن نعتمد في الغالب على التضامن المجتمعي لمساعدة بعضنا البعض”
“نحن لا نعيش حياة طبيعية هذه الحرب الظالمة لم تكتف بتدمير منازلنا بل انها حرمتنا من الحصول على مياه نظيفة”.