الكثير من العمال اليمنيين المغتربين في السعودية تعرضوا للكثير من المضايقات بسبب الحرب التي تشنها دول تحالف الحرب بقيادة امريكا والسعودية والامارات على اليمن والبعض منهم تعرض للاختطاف والاخفاء القسري والبعض منهم تم قتلهم أو إعدامهم خارج نطاق القانون.
و. ع. ع. (16 سنة) يعتبر مسؤولاً عن الأسرة في غياب أبيه، وهو لا يزال دون سن العمل الطبيعي، إلا أن الظروف وضعته أمام تحدي العمل ومهمة البحث عن والده، الغائب منذ فترة طويلة.
وهو لا يريد أن يضيف أي تفاصيل عن أسرته المؤلفة من 6 أشقاء وأمهم، فهذه العائلة، التي تقطن في ريف محافظة اب وسط اليمن، تريد فقط “معرفة مصير الأب الغائب والمختفي منذ أكثر من ثلاث سنوات”.
قام وسيم رغم صغر سنة بسؤال الكثير من معارف والده سر اختفائه، وأرسل صور لوالده في مواقع التواصل الاجتماعي يناشد ويطلب فيها أن يمده أحد بمعلومات عن والده، حيث كتب: “هذه صورة أبي ارجوكم ساعدوني في البحث عن ابي”.
يقول وسيم: “والدي كان يعمل في الرياض في محل خضروات، وكان يرسل لنا المصروف دائماً، ويسأل عنا كل أسبوع، وأحياناً كل يوم، فجأة انقطع عنا تواصله ولا ندري ما الذي حصل لأبينا”.
منذ اختفاء الأب، ترك وسيم دراسته وكان في المرحلة الإعدادية، وبدأ البحث عن عمل لإعالة عائلته، يستخدم وسيم دراجة يومية ينقل عليها الركاب داخل شوارع مدينة “اب” وأزقتها القديمة، لتأمين مصاريف عائلته. وذلك على رغم خطورة هذا العمل لطفل في سنه، فإن أي حادث سير سيكون تبعاته فادحة، على هذه الأسرة البسيطة، التي تستمد البقاء على قيد الحياة من جهد هذا الفتى النجيب.
يتمنى وسيم، الذي لم يرَ أباه منذ 6 سنوات، أن يجده في أي مكان وفي أي حال كان: يقول “نحن نريد أبي حيّاً أو ميتاً… غيابه يعذبنا كل يوم”.
نشر وسيم صورة والده، على صفحات بعض الناشطين، وهو يفرح عندما يسمع أن هناك من يبحث معه، لكن شرط ألا “يكتب أحد أسماء إخوتي وينشرها في الإعلام”، ولا زال وسيم واخوته منتظرين لمعلومات عن مصير والدهم الذي اختفى ولم يعلم عنه شيء حتى الآن.