تعددت وسائل وأهداف الحرب الظالمة على اليمن، وتقاسم المعتدون خارطة غنائمهم ومكاسبهم الاستراتيجية والاقتصادية من موقع اليمن وخيراته، مراهنين في ذلك على عقود من الزمن عملت مخابراتهم على اضعاف اليمن ومحو هويته وتسلط عملائهم على مفاصل الدولة وما قدموه بحكم انعدام وطنيتهم وكرامتهم وعبوديتهم للمال على حساب عزة بلدهم وكرامته فضلاً عن مشروعهم الديني المذهبي الوهابي الذي صرح أحد أعمدة الحرب على اليمن ( محمد بن سلمان) أن اسيادهم في البيت الابيض ( وهم اسيادهم في هذه الحرب ) فرضوا عليهم نشر المذهب الوهابي الإرهابي خدمة لأجندة الاستخبارات الامريكية ، وما أحدث ذلك في اليمن من زرع للفتنة ونشر التطرف والارهاب الذي كان يقتل سنوياً المئات من أبناء اليمن في الداخل، وتحت حماية جيوشهم وطائراتهم .
تلك العوامل جعلت من صناع قرار الحرب على اليمن في واشنطن وأدواتها في الرياض وأبو ظبي وحلفائهم من البريطانيين وغيرهم أن تطمع في التهام اليمن وبدون رحمة عبر السيطرة العسكرية مباشرة خلقت لها مسميات عديدة منها الدفاع عن شرعية عملائهم الذين لفظهم الشعب بعد أن انتهت شرعيتهم الدستورية والتوافقية السياسية والقانونية.
وكانت هذه الحرب الظالمة التي تم الاعلان فيها منذ ست سنوات في البيت الابيض من واشنطن وبصحبة الممول الرئيسي لها السعودية مبتهجين أنها ستكون حرباً خاطفة لأيام أو اسابيع، اعتماداً لما أعدوا لها من عتاد وعدةً هي الأكثر والأضخم في التاريخ الحديث يتلازم ذلك من جيش اشتروه من المرتزقة، صاحبه ما أحدثوه من خلل في البيئة العسكرية والثقافية والقبلية طيلة عقود.
الا أن الشعب اليمني العزيز بتاريخه الطارد لكل مستعمر عبر التاريخ فأجتهم بقوته وبسالته رغم انعدام الامكانيات ،إلا أنهم تحولوا من كل بيت وقرية الى قنابل فتاكة يوجه المعتدين، حققت أساطير من العزة والانتصار وحطمت خطط البيت الابيض وأدواته ، فما كان منهم إلا أن يقتلوا المدنيين في المدن والطرق والمدارس، ويعمدوا على حصار اليمن براً وبحراً وجواً، غير مهتمين بحياة ثلاثين مليون يمني تتحدث تقارير أممية عن كارثية ذلك الحصار ومخالفته للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن ، فضلاً عن عدم فاعليته في تغيير الميزان عسكرياً ، بل زاد اليمنيين قوة وبأس استمدها من آهات وأوجاع الضحايا ، إلا أن الشعب اليمني ما زال ينظر بعين العتب الى احرار العالم أملاً منهم أن يضطلعوا بدورهم في فضح بشاعة هذه الحرب بقيادة أمريكا والسعودية ، وينصروا للقيم الإنسانية وقضية اليمن العادلة.