تواجه اليمن حالياً أسواء كارثة إنسانية لم يشهدها العالم مثيلا لها خلال العصر الحديث ، وخلال هذا الشهر يواجه المواطنين أسوأ مجاعة، لعدم توفر المواد الغذائية والدوائية في مختلف محافظات الجمهورية ، بسبب الحرب والحصار الشامل من قبل دول تحالف الحرب بقيادة أمريكا والسعودية والإمارات ، لا سيما القيود التعسفية التي فرضتها في دخول السفن والبواخر إلى ميناء الحديدة ، كما أن الانخفاض الكبير في تمويل عمليات الإغاثة من قبل الأمم المتحدة قد فاقم من تلك الأزمة الإنسانية ، حسب بيانات منظمات الأمم المتحدة العاملة في اليمن .
يمر أطفال اليمن بأوضاع مأساوية وعواقب طويلة الأمد جراء الاستهداف المباشر وغير المباشر لدول تحالف الحرب على اليمن، ويحتاج الكثير منهم إلى إنقاذ حياتهم من تلك الأوضاع، الأمم المتحدة من جهتها تدعو إلى دعم أطفال اليمن لإنقاذ ما يزيد عن 12 مليون طفل يحتاجون للمساعدة الإنسانية، أي 4 من كل 5 أطفال. وحذرت من أن طفلا واحدا من بين كل خمسة دون سن الخامسة في أنحاء مختلفة في اليمن يعاني من سوء تغذية حاد وبحاجة ماسة للعلاج مع ارتفاع حالات سوء التغذية.
تأثر سبل عيش المزارعين والرعاة في اليمن، بشدة، جراء الانتشار المستمر للجراد الصحراوي، التي دمرت وأهلكت آلاف المزارع والمحاصيل الزراعية في عدد من مناطق اليمن، مما أدى إلى زيادة معاناة آلاف المواطنين المنهكين بالفعل حيث يقضي الجراد الصحراوي على المحاصيل الزراعية في اليمن ويكبد المزارعين والرعاة خسائر فادحة.
إغلاق مطار صنعاء منذ اغسطس 2016م لم يحقق أي ميزة عسكرية لدول تحالف الحرب على اليمن، بقدر ما طالت آثاره الكارثية آلاف المدنيين، على رأسهم المرضى، وتضاعفت معاناة الناس مع الاستهداف متعدد الأوجه للقطاع الصحي المنهار والذي يعمل بطاقته الدنيا، الأمر الذي أدى إلى وفاة عشرات الالاف من المرضى الذين كان بإمكانهم السفر لإنقاذ أرواحهم، إلى جانب ذلك تعرض عشرات المرضى المسافرين عبر مطار سيئون للاحتجاز والاعتقال وحرمانهم من حقهم في التنقل والعلاج.
الأمم المتحدة عجزت خلال أكثر من 66 شهراً مضت عن رفع الحصار الجوي عن مطار صنعاء الدولي بالرغم من أن قراراتها ذات الصلة لم تشر أو تجيز لدول تحالف الحرب على اليمن في اتخاذ قراراً يعلق حركة الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي في اغسطس 2016م، وهذا يعد قراراً غير قانوني ولا أخلاقي ولا إنساني ويعتبر هذا الاجراء بمثابة عزل اليمن عن العالم وتقييد حرية ملايين اليمنيين من الحق في التنقل، وتعطيلاً لحركة الملاحة أمام الإمدادات الحيوية والتجارية الضرورية لأكثر من 85% من سكان الجمهورية اليمنية.
تؤكد تقارير رسمية وجود أكثر من 450 ألف مريض بحاجة ماسة للسفر لتلقي العلاج في الخارج، وأكثر من 42 ألف توفوا نتيجة منعهم من السفر إلى الخارج لإنقاذ أرواحهم، كما تؤكد التقارير إلى أن نحو 30 حالة مرضية يوميا تتوفى، خاصة مرضى الفشل الكلوي الذين هم بحاجة ماسة إلى عمليات زراعة الكلى بصورة عاجلة في الخارج، وغيرهم من المرضى الذين يحملون أمراض مزمنة ووبائية خطيرة
لا تزال حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء تطالب الأمم المتحدة بسرعة وصول فريقها التقني إلى ناقلة النفط ” صافر ” العالقة قبالة ميناء الحديدة ، خاصة وأن الحكومة تشير إلى أن هناك مخاوف وشيكة من إمكانية تسرب النفط منها أو انفجارها بما يهدد اليمن والبحر الأحمر بكارثة بيئية، وهذا ما أكد عليه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالمواد السامة وحقوق الإنسان ماركوس أوريلانا، في بيان له بقوله : “إنه من المهم السماح لفريق الأمم المتحدة التقني بالصعود على متن الناقلة، إذا أردنا أي بارقة أمل في منع تهديد تسرب كميات من النفط تفوق بمقدار 4 مرات تسرب (أكسون فالديز) في ألاسكا عام 1989”. وأشار إلى أن تسرب النفط، إذا تحطم الخزان، سيدمر سبل كسب الرزق للمجتمعات الساحلية المحلية، والتنوع البيولوجي في المنطقة وسيؤثر بشكل كبير على طرق الشحن في البحر الأحمر.