وزارة الصحة العامة والسكان تنذر بقرب توقف منشآتها الطبية من تقديم خدماتها الصحية، خلال الأيام القليلة القادمة بسبب نفاذ المشتقات النفطية اللازمة لتشغيل الاجهزة والمعدات الصحية المختلفة خاصة أجهزة العناية المركزة والغسيل الكلوي والأشعة والمختبرات ومصانع الأكسجين.
حذرت وزارة النفط والمعادن ودقت ناقوس الخطر بقرب نفاذ احتياطها من المشتقات النفطية منذرة بحدوث أزمة إنسانية خانقة في حال استمر تعنت دول تحالف الحرب على اليمن بقيادة أمريكا والسعودية والإمارات باحتجاز سفن مشتقات النفط ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة.
منذُ خمس أعوام ونصف العام تعرضت اليمن لحرب عسكرية ظالمة من قبل دول تحالف الحرب تسببت في قتل الحياة فيها وتدمير كل ماله صله بحياة ملايين اليمنيين، بالإضافة إلى الحرب الاقتصادية والحصار المفروض بحراً وبراً وجوا. كم تم فرض قيود تعسفية تمثلت في منع وصول الدواء والغذاء والمشتقات النفطية، كل ذلك أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في اليمن واحداث كارثة ومأساة إنسانية ليس لها نظير في العالم.
سياسية التجويع والحصار الممنهج واختلاق الأزمات هي وسائل حرب اتخذتها دول تحالف الحرب على اليمن لقتل المزيد من الشعب اليمني، أمام مرأى ومسمع من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التي انحرف مسار عملها، وأصبح دورها يتمثل في رفع أرقام ومعدلات المحتاجين للمساعدات والإغاثة وتتحدث عن مؤشرات انذار بدخول اليمن مرحلة الخطر وخط الفقر والمجاعة.
الأمم المتحدة ومبعوثها غريفيث لم يقدموا أي حلول للوضع الإنساني الكارثي بسبب احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنعها من الوصول لميناء الحديدة وإفراغ حمولتها، بينما ركزت أعمالهم في مساومة حكومة الانقاذ الوطني بالإفراج عن تلك السفن مقابل عدم صرف نصف الراتب التي تصرفه حكومة الانقاذ الوطني بصنعاء لموظفي الخدمة المدنية.
في 18 أغسطس، حذر مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائب منسق الإغاثة الطارئة، أعضاء مجلس الأمن من الآثار المدمرة لنقص التمويل الإنساني على العمليات الإغاثية في اليمن. كما أحاط مجلس الأمن بأنه تم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية بنسبة 21 في المائة، أكثر بنسبة 3 في المائة فقط من الشهر السابق، وهو أدنى رقم على الإطلاق شهدته اليمن في وقت متأخر من العام.
ذكر مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائب منسق الإغاثة الطارئة، بأن شركاء العمل الإنساني لم يتمكنوا من دفع مخصصات العاملين في مجال الصحة في الخطوط الأمامية أو تغطية تكاليف التشغيل الأساسية للمرافق الصحية في خضم انتشار جائحة كورونا؛ وإغلاق المرافق الصحية التي تقدم الرعاية إلى 1.8 مليون شخص؛ وتقليص المساعدات الغذائية ل 8 ملايين شخص في حين تتربص المجاعة باليمن.
وأكد بأنه إذا لم يتم تمويل خطة الاستجابة الانسانية لليمن، فإنه سيتم تقليص برامج المياه والصرف الصحي بنسبة 50 في المائة في 15 محافظة؛ وفي سبتمبر، سيتم إيقاف الدعم المخصص لنحو 400 مرفق صحي آخر مما سيمنع حصول 9 ملايين شخص من تلقي الرعاية الطبية؛ وسيتوقف العلاج المخصص لأكثر من ربع مليون طفل يعانون من سوء التغذية، ومعرضين للوفاة دون حصولهم على المساعدات الانسانية.
وأشار مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائب منسق الإغاثة الطارئة إلى أن التعهدات التي تم التعهد بها في مؤتمر المانحين بداية شهر يونيو لم تُدفع بعد، تم تلقي نصف ال 1.35 مليار دولار فقط التي تم التعهد بها. وحث دول الخليج بدفع تعهداتهم ودعا الدول التي لم يتعهدوا بأي مبالغ أو تعهدوا بمبالغ تقل عن العام الماضي بزيادة دعمهم.
لا زالت أزمة المشتقات النفطية في المحافظات الشمالية مستمرة في رفع تكاليف المواد الأساسية، والوصول إلى الرعاية الصحية، ونقل الناس والبضائع والمواد. ومع حلول نهاية أغسطس، كان متوسط سعر الوقود في الأسواق غير الرسمية نحو 12,000 ريال يمني) ما يقرب من 20 دولار أمريكي (لـ 20 لتر في جميع المحافظات الشمالية، أقل مما كان عليه مؤخرًا، لكن لا يزال ضعف متوسط الأسعار الرسمية البالغة 5,900 ريال يمني) أقل من 10 دولار أمريكي، أعاقت أسعار الوقود وشحتها العمليات الإنسانية بصورة كبيرة، حيث تضررت مئات آلاف الأسر.
أدى إجراءات الامم المتحدة ومنظماتها الإنسانية في تقليص أو تأجيل خدمات ضخ المياه ونقل المياه بالشاحنات وعمليات توزيع الأغذية؛ وتأخير وتأجيل الزيارات الميدانية وعمليات توزيع آلية الاستجابة السريعة وعمليات التحقق؛ وتأخير وتأجيل المساعدات الإيوائية والتحقق من مستفيدي المواد غير الغذائية وتوزيع المساعدات؛ وإيقاف العيادات المتنقلة للمساعدات التغذوية؛ وإيقاف خدمات شاحنات شفط مياه المجاري؛ وإيقاف مشاريع إعادة تأهيل المدارس؛ وتقليص أنشطة الصحة الإنجابية؛ وإغلاق المساحات الآمنة وتقليص الأنشطة في المراكز المجتمعية، كل ذلك سببت أزمة إنسانية لدى ملايين اليمنيين.
شهدت اليمن خلال شهر اغسطس نزوح أكثر من 300 ألف شخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية بسبب السيول والفيضانات -الناجمة عن الامطار الغزيرة التي ألحقت أضرارا في منازلهم ومحاصيلهم الزراعية ومواشيهم وإمداداتهم الغذائية وممتلكاتهم الخاصة، وحذرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من تنامي الاحتياجات الإنسانية في اليمن الذي يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
اليمن تفتقر إلى كثير من مرافق الفحص والتقارير الخاصة بجائحة كورونا، ما أدى إلى تأخر الأشخاص عن السعي للحصول على العلاج بسبب انعدام الفحوصات اللازمة لجائحة كورونا والتي منع إدخالها من قبل دول تحالف الحرب على اليمن، والنقص الحاد في التمويل للعاملين في مجال الصحة ومعدات الوقاية الشخصية، والتأخير الطويل في استيراد الادوية الخاصة بهذه الجائحة، كل ذلك سبب صعوبة لدى الاشخاص المشتبه بهم الوصول إلى المراكز العلاجية والمخاطر المتصورة لالتماس الرعاية.