يقول م ح د “كلما اقتربت من منزلي ارتفعت دقات قلبي وارتعدت فرائصي وسال الريق في فمي”. لقد عاد بعد غياب أكثر من خمس سنوات في احدى السجون التابعة للتحالف السعودي.
وأثناء عودته في الطريق يفكر ويحدث نفسه عن موقف أهله وأقاربه عندما يستقبلونه، بعد غياب خمس سنوات، أسر لدى تحالف الحرب على اليمن وهو في سن الثلاثين وكان ابنه الصغير في سن العاشرة يتساءل كيف ستكون ردة فعله عندما يلقى ابوه الاسير وهو في حالة نفسية محطمة وجسداً ممزقاً جراء التعذيب الذي مورس عليه يومياً بمختلف صنوف التعذيب النفسي والجسدي.
وصل م ح د إلى منزله وهو في حالة يرثى لها حتى أنه قد ظهرت في ملامحة الكهولة وكانت إحدى ساقية مكسورة، طرق الباب… فتحت زوجته الباب لتستقبله مع الأولاد ولكنهم عندما شاهدوه كانت الصدمة وعلى وجوههم الرعب لماذا ما الذي حصل لماذا هذا الاستقبال المخيف كان يتوقع أن يشاهد الفرحة وليس العكس.
لقد عاد م ح د شبه شبح لقد تغيرت ملامحه بشكل كبير تجعد وجهه وأصبح نحيفا جدا والشيب يملأ رأسه. دخل بصمت الى منزله واتجه الى غرفته وأغلق على نفسه الباب.
حل الصمت على الأسرة وتجمعوا تساءل الاولاد ماذا حصل لوالدهم خلال الخمس السنوات ليصبح هكذا بهذا الشكل لقد أصبح كأن عمره ستون سنه. بعد ذاك استجمع قواه وحكى لهم اصناف العذاب الذي كان يتلقاها يوميا في سجون الأسر كان كل يوم يمر في السجن كأنه بمثابة عام كامل.
من سيعوض هذا الاسير عن هذا العذاب وكيف سيعود الفرح الى منزله وقد عاد كانه شبح لا قدره له على العمل ولا يستطيع التخفيف عن أسرته أعباء المعيشة.
آثار الأسر انعكست سلبا على الأسرة بكاملها لذلك يجب على المجتمع الدولي العمل على معالجة ملف الأسرى ونتائجه بشكل ايجابي واجبار تحالف الحرب على اليمن بقيادة امريكا والسعودية والامارات، دفع تعويضات للأسرى وأسرهم حتى يتمكنوا من مواصلة