• English
  • Deutsch
  • Français

الفريق الوطني للتواصل الخارجي - اليمن

  • English
  • Deutsch
  • Français

الطفلة بدرية… بين الالم والامل! – فبراير 2020

تقيم الطفلة “بدرية” مع أسرتها في أحد القرى المطلة على الساحل الغربي لليمن كانت تعيش في كنف أسرة تحيطها بالرعاية مكثت الطفلة منذ طفولتها تعيش حياة أمنةً مستقرة حتى بلغت الثانية عشرة الا أن تلك الحرب اللعينة أبت الا أن تأخذ هذه الطفلة قسطاً من الأثار الكارثية التي خلفتها الحرب والعدوان على اليمن والتي كان أكثر ضحاياها من الفئات الضعيفة من الأطفال والنساء.

وفي إحدى الايام، كانت أصوات الانفجارات والاشتباكات في مناطق الساحل الغربي أقل وتيرة مما أغرى الطفلة “بدرية” للخروج من منزلها الى أحد منازل القرية لقضاء بعض احتياجات البيت ولم تكن تعلم بأن ذلك الهدوء سيخلف عاصفةً من الدمار تجتاح القرية لتجعل عاليها سافلها وماهي إلا لحظات وانهالت الصواريخ تنهال من طائرات التحالف السعودي على مساكن القرية بصورة عشوائية والانفجارات تهدم المنازل على رأس ساكنيها بمنظر أشبه ما يكون بأفلام هوليوود. هرع أهالي القرية تاركين منازلهم طلباً للنجاة وهرعت الطفلة “بدرية” صوب منزلها. وما أن تراي لها بقايا منزل أسرتها الذي كان قصف الطيران كان قد ساواه بالأرض، أصيبت الطفلة بحالة هستيرية من أثر الصدمة وركضت دون ان تكون لها وجهه محددة حتى وصلت الى أحد خطوط الطرق الرئيسية التي تربط الساحل الغربي بالمحافظات والتقت الطفلة فاعلين خير واصطحبوها الى محافظة صنعاء وقاموا بإيداعها إحدى دور رعاية الفتيات اليتيمات.

كانت الايام الاولى للطفلة بدرية في دار الإيواء هي الأكثر صعوبة حيث ظهرت على الطفلة جميع الأثار النفسية الناجمة عن الصدمة وقضيت أيام عديدة في حالة من الإكتاب والحزن وفقدان الشهية والانطواء والعزلة واضطرابات النوم المصحوبة بالأحلام والكوابيس المرتبطة بالصدمة.

كانت مهمة الأخصائيات في دار الإيواء صعبة للغاية في مساعدة الطفلة على تجاوز أثار الصدمة لكن دمج الطفلة بنظيراتها من الأطفال نزلاء الدار كان ما ساعد كثيراً على التخفيف من الأثار النفسية الناجمة عن الحدث الصادم رويداً رويداً حتى تقبلت الطفلة وضعها داخل دار الإيواء وساعدت الطبيعة الاجتماعية وبساطة الطفلة على دمجها الكامل في برامج وأنشطة الدار حيث تم دمجها في التعليم الغير نظامي (محو الأمية) ودمجها ببرامج التأهيل المهني (الخياطة / صناعة الحلويات). ورغم أنها أكملت دورات التأهيل المهني، إلا ان أكثر ما تتمناه الطفلة بدرية هو أمنيتين لها في الحياة كانت الأولى بأن تنشئ دار إيواء لرعاية الأطفال في الساحل الغربي حيث تقيم أسرتها وأن تتوقف هذه الحرب اللعينة التي شردت أطفال اليمن في كل الأرض ويعم السلام.

 

Close